Friday, 18-Mar-22 02:06:24 UTC

فأهل السنة إجمالاً يؤمنون بما ورد في الأحاديث النبوية عن حرب فاصلة تدور في بلاد الشام «الملحمة الكبرى»، أحداثها جسيمة ويكثر فيها القتل، ولكنها تؤدي لانتصار المسلمين وظهور المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً، وينزل المسيح عليه السّلام ويعود بيت المقدس للمسلمين. وسابقاً، استخدمت داعش هذه الفكرة باقتدار في دعايتها الأيديولوجية، يظهر هذا في الأسماء التي يعطونها لإصداراتهم الإعلامية مثل «دابق» و«أعماق»، ويتّضح هنا الاقتباس من الحديث الشّريف: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ». وفي الجانب الشيعي، الفكرة متشابهة، مع الاختلاف أن الفئة المنتصرة ستكون شيعة أهل البيت، فنجد أحاديث منسوبة لآل البيت يكثر الاستشهاد بها في سياق التّعليق على الأحداث الدّائرةـ مثل الحديث المنقول عن أبي جعفر عليه السلام: «يا جابر، لا يظهر القائم حتى يشمل الناس بالشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه، ويكون قتل بين الكوفة والحيرة، قتلاهم على سواء، وينادي مناد من السماء…»، وحديث آخر يقول: «…قتل فظيع، وموت سريع، وطاعون شنيع، ولا يبقى من الناس في ذلك الوقت إلا ثلثهم، وينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي، وتكثر الآيات حتى يتمنى الأحياء الموت مما يرون من الأهوال، فمن هلك استراح، ومن يكون له عند الله خير نجا، ثمّ يظهر رجل من ولدي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً…».

اخر اخبار النهار tv

اخر اخبار النهار tv
  1. تلبيس بنات اخر موضة
  2. اخر موديلات الموبايل
  3. العاب تلبيس بنات ستايل اخر موضة 2013
  4. تحميل داونلود مانجر اخر اصدار

لماذا تشيع النبوءات في أوقات الصّراع؟ وهناك تعليلات مختلفة لتمسك عامة الناس بفكرة اقتراب «آخر الزمن» التي تتكرر كلما أحاطت الظروف السوداء بالمنطقة، يذكر بعضها الاختصاصي في الطب النفسي علاء فروخ ومنها أنّ هذه النبوءات تحمل طبيعة الخوارق والناس بطبيعتهم يكرهون الروتين والمألوف، فيكون الإيمان بحدوث هذه الوقائع في المستقبل نوعاً من كسر العادي في حياتهم. والأمر الثاني هو الواقع الصعب الذي يدفع للهروب نحو المستقبل، وتمنح هذه النبوءات دفعة أمل حين لا يكون هناك مخرج واضح، كما يظهر الأمر في الأحداث السورية ونتائج الربيع العربي. وهناك تفسير آخر يذكره الباحث في الشؤون السياسية حسن أبو هنية إذ يعتبر أن ظاهرة استخدام باب الملاحم والفتن تنشط في الأزمات وخصوصاً المتعلقة بأزمات الهوية نظراً لطبيعة حروبها الوجودية. ماذا يقول علماء الحديث عن كيفية التّعامل مع أحاديث آخر الزّمان؟ نعم، سيكثر القتل وسيعمّ الدّمار، ولكن هذا ممّا لا بدّ منه، ففي النهاية سينشأ عالم جديد كليّاً، تسود فيه القيم الفاضلة، وسيعمّ الرخاء والسلام وستسعد البشريّة أخيراً. جمع علماء الحديث الأحاديث الواردة عن النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – التي تتضمّن في سياقها ذكراً لأحداث ستجري في المستقبل تحت أبواب مثل «الفتن»، «المسيح الدجال»، «ما ذكر حول يأجوج ومأجوج»، «أشراط الساعة»، وجواباً على سؤال حول إمكانيّة إسقاطها على ما يدور في زماننا الحالي حدّد الدكتور شرف القضاة أستاذ الحديث النبوي وعلومه في الجامعة الأردنية منهج التعامل مع أحاديث الفتن وأشراط الساعة (الأحداث المستقبلية) بأنه يقوم على ركنين، الأول: ثبوت الأحاديث النبوية، أي أن تكون صحيحة، والثاني: دلالة الأحاديث أي فهمها فهماً صحيحاً، فلا بد من الاعتماد على الأحاديث الصحيحة الثابتة، حين الحديث عن الفتن وأشراط الساعة، وفهمها بطريقة صحيحة قويمة.

ادوبي فلاش اخر اصدار